نظرة عامة لنظام التشغيل لينكس : ما هو نظام التشغيل لينكس Linux؟ - صفحات

نظرة عامة لنظام التشغيل لينكس : ما هو نظام التشغيل لينكس Linux؟

قبل أن نتعرف إلى نظام التشغيل لينكس، لا بدّ أن نعود بالزمن قليلًا لنتعرف إلى السبب الذي أدى إلى ظهوره، وتحديدًا إلى ستينات القرن الماضي!

في ذلك الوقت، كانت الثقافة السائدة لدى المبرمجين والمطورين والهواة تتمثل في أن البرمجيات تصبح مُلكًا لمن يستخدمها (له حرية تعديلها ومشاركتها دون قيود ولا اتفاقيات عدم إفصاح الأسرار "لم يكن هناك أسرار أصلًا!)، ويُعتبر برنامج التحكم الجوي (ACP) الذي أنتجته شركة IBM من أوائل البرمجيات التي اتبعت هذه الثقافة. حيث كانت شفرته المصدرية مفتوحة بالكامل أمام أي مبرمج يرغب بتعديلها أو إصلاح أخطائها، ثم ترسل تلك الإصلاحات إلى الشركة الأم لضمّها في البرنامج الأصلي وإعادة توزيعها من جديد، واستمرّ الحال كذلك حتى نهاية السبعينات.

"مشاركة البرمجيات سرقة"

في أواسط السبعينات، قرر مؤسسا شركة مايكروسوفت (بيل غيتس وبول ألن) برمجة مفسر للغة بيسك، وأطلقوا عليه اسم ألتير بيسك "Altair BASIC" 

الحاسوب ألتير 8800

والذي كان يعمل على حاسوب (ألتير 8800)، ونظرًا لقلّة خبرتهما في المجال، استعانوا بخدمات مبرمج متخصص، استغرقت برمجة ( ألتير بيسك) قرابة الشهرين، وبتكلفة فاقت 40,000$ (ما يُعادل حاليًا 191,335.32$)

يقول "جيتس" أن استجابة المجتمع إلى اللغة الجديدة كانت جيدة وإيجابية (خاصةً بعد ظهور جهاز ألتير 8800 على غلاف مجلة “بوبولار إلكترونيكس” Popular Electronics عام 1975)، لكنهم لاحظوا انخفاض نسبة من اشتروا ألتير بيسك. وحين بحثوا عن السبب، وجدوا أن الهواة ينسخون البرنامج الجديد ولا يشترونه!

وحينها وجه بيل غيتس رسالته الشهيرة إلى مجتمع الهواة:

نسخ البرامج هو "سرقة" بكل معنى الكلمة وهي تعطي صورة مشوشة للهواة مثل الحاضرين، لذا يجب أن يطرد صاحبها من أي اجتماع، من غير العدل عدم الدفع للبرامج، لا يُمكننا -في ألتير بيسك- تقديم عمل متقن من دون مقابل، تطوير البرمجيات يحتاج إلى موارد بشرية كبيرة، لذا يجب أن يُدفع لها كما يُدفع للعتاد.

جاءت هذه الرسالة تعبيرًا عن التغييرات الحاصلة في المجتمع التقني، حيث تحولت عدة شركات تقنية لتقديم برمجيات تجارية (مغلقة) مع حمايتها باتفاقيات "قاتلة" لحرية المستخدم.

بداية التغيير

كان من ضحايا هذا التحول: مستخدمي نظام يونكس. فبعد أن كان يوزع نظامهم المفضل بشكل مجاني ويتاح مصدره للعموم، أصبحت الجامعات عاجزة عن الحصول عليه إلا بعد توقيعها لاتفاقيات وتراخيص تجارية معقدة.

كل هذه التغييرات ما كانت لتعجب من تشبّعوا بثقافة مشاركة البرمجيات، وعلى رأسهم ريتشارد ستالمان (Richard Stallman). وهو مبرمج وعالم حاسوب وثوري أمريكي في مجال حرية البرمجيات، تخرّج من معهد ماساتشوستس للتقنية، وعمل في مختبرات المعهد بعد تخرجه على تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرمجة الأنظمة الصعبة.

كانت القشة التي قصمت ظهر البعير -ودفعت ستالمان لإطلاق مشروعه الخاص- حدثت عام 1980م، عندما منع وزملاءه في العمل من الوصول إلى شفرة المصدرية لتعريف الطابعة الجديدة، حيث كان ستولمن قد تعود تعديل تعريف الطابعات لإضافة بعض المميزات التي تسهل عليهم مهام الطباعة (مثل: إضافة ميزة التنبيه الإلكتروني عندما تنتهي الطابعة من مهمة الطباعة، بالإضافة إلى تنبيه جميع المستخدمين عندما تتعطل). تركت هذه الحادثة أثرًا عظيمًا في نفسه، دفعته لإطلاق مشروع جنو (The GNU Project) عام 1983.

كان هدفه من المشروع إنشاء نظام تشغيل مجاني ومفتوح المصدر بالكامل ومتوافق مع يونكس. بدأ ريتشارد ستالمان وفريقه المشروع من خلال إعادة إنشاء أوامر يونكس الشهيرة. وبحلول عام 1990، أُنجزت جميع المكونات الرئيسية لنظام التشغيل باستثناء أهمّها: النواة. كانت هناك محاولات لكتابتها ولكنها لم تتكلل بالنجاح.

دخول لينوس على الخط

في هذه الأثناء، وتحديداً في عام 1991، بدأ تطوير نواة أخرى كهواية لطالب فنلدي يدعى "لينوس تورفالدز" أثناء دراسته في جامعة هلسينكي في فنلندا. رغب لينوس بالحصول على نظام تشغيلي يشبه نظام يونكس الشهير على حاسوبه الشخصي، لكن نظام مينيكس الذي كان يستخدمه ( وهو نسخة مبسطة لنظام تشغيل شبيه بيونكس)، ممَّا دفعه للبحث عن بديل بديل له ذو إمكانيات عالية. وحين لم يجده تطوع ليعمل مع ستالمان على مشروعه الجديد.

أدى الجمع بين النواة التي طوّرها "لينوس تورفالدز" وأدوات سطر الأوامر في GNU إلى ظهور نظام تشغيل يشبه يونيكس.أُطلق عليه اسم (لينكس Linux).

ما هو لينكس؟

لينكس هو نظام تشغيل مجاني ومفتوح المصدر، يعتمد مفهوم التوزيعات (وتتضمن نواة النظام مع مجموعة كبيرة من البرامج المختلفة المُدمجة). يشارك في كل إصدار جديد لنواة لينكس ما يزيد عن 1000 مطور في أكثر من 100 شركة مختلفة تتقاسم تكاليف البحث والتطوير مع شركائها و منافسيها. وهكذا فإن توزيع عبء التطوير لنظام لينكس بين الشركات والأفراد أسهم بشكل إيجابي في خلق بيئة تطويرية كبيرة وفعّالة والكثير من الابتكارات البرمجية الغير معلنة.

اليوم، نجد نظام التشغيل لينكس على معظم الأجهزة. بدءًا من الساعات وأجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة والخوادم وأجهزة الكمبيوتر المكتبية وحتى آلات البيع الطُرقية (Vending Machines).

 

ترخيص النظام:

تدخل الشفرة المكونة لنواة لينكس تحت عدد من الترخيصات، ولكن جميع الشفرات يجب أن يكون لها ترخيص متوافق مع النسخة الثانية من رخصة (GPLv2) والتي تغطي توزيع النواة بشكل عام. وحقوق الملكية غير مطلوبة لأي شفرة تدخل في تكوين نواة لينكس، كل الشفرات التي اندمجت لتشكل نظام لينكس تعود لمالكيها الأصليين وبالتالي تعود ملكية النواة الآن إلى آلاف الأشخاص.

 

قوة نظام إدارة الحزم - Package Management System

أحد الأشياء التي تميز لينكس عن أنظمة التشغيل الأخرى هي طريقة تثبيت البرامج وإدارتها.

بشكل افتراضي، عندما ترغب بتثبيت برنامج على نظام التشغيل ويندوز، فيتوجب عليك البحث عنه، ثم تحميله، وأخيرًا تثبيته. هذه هي الخطوات التي يتعين على المستخدم إتباعها واحدةً تلو الآخرى.

لتثبيت برنامج على نظام التشغيل لينكس، كل ما عليك فعله هو استخدام مدير الحزم (The Package Manager) الذي يأتي مع التوزيعة، من خلال البحث عن البرنامج وتثبيته من نظام التشغيل نفسه.

لا يختص مدير الحزم في التطبيقات فحسب، بل يمكنك أيضًا إدارة نظام التشغيل نفسه من خلاله. يمكن لمدير الحزم ترقية النظام -وجميع التطبيقات المثبتة- إلى أحدث إصداراتها.

 

تُصنف توزيعات لينكس بحسب أنواع حزم البرامج والتطبيقات المرفقة معها إلى 3 أنواع رئيسية: دبيان (deb) ، ريدهات (RedHat)، وغيرها من التوزيعات.

توزيعات دبيان (Debian)

ظهرت حزمة (deb) أول مرة في عام 1993 لتوزيعة (Debian Linux). وهي واحدة من أقدم توزيعات لينكس كما وتعتبر أكثر الخيارات شيوعًا. تتضمن التوزيعات الشائعة التي تستخدم حزم (.deb):

  • ديبيان (Debian)
  • أوبونتو (Ubuntu)
  • لينكس مينت "نعناع" (Linux Mint)

وإليك تعريفًا بسيطًا لكلٍ منها:

ديبيان (Debian)

في عام 1993، أعلن إيان مردوك (Ian Murdock) عن توزيعة لينكس الجديدة التي ستُطور بشكل مفتوح مع الحفاظ على فلسفة جنو. منح (إيان) التوزيعة الجديدة اسم دبيان (Debian) وهو مزيج من اسم صديقته ديبرا "Debra" واسمه "Ian". ورغم بدايته كمشروع صغير، لكن دبيان اليوم هو واحد من أكبر المشاريع مفتوحة المصدر.

 

أوبونتو (Ubuntu)

ظهرت توزيعة أوبونتو أول مرة عام 2004، وهي اليوم أكثر توزيعات لينكس استخدامًا وشعبية. تتميز التوزيعة لسهولة تثبيتها مما يجعلها مناسبة لمستخدمي نظام لينكس الجُدد.

 

لينكس مينت (Linux Mint)

تعتمد توزيعة لينكس مينت (Mint) على أوبونتو. لكنها تتميز عنها بوجود برامج ترميز الوسائط المتعددة المثبتة مسبقًا والعديد من التعريفات. وهي أيضًا مناسبة لمستخدمي نظام لينكس الجُدد.

 

توزيعات ريدهات (RedHat)

هي توزيعة تجارية مشهورة خاصة في مجال السيرفرات التي تعمل بنظام لينكس.تتضمن التوزيعات الشائعة التي تستخدم حزم (.rpm):

 

  • فيدورا (Fedora)
  • أوبن سوزي (OpenSuse)
  • ماجيا (Mageia)

 

فيدورا (Fedora)

فيدورا هي المصدر الرئيسي لتوزيعات ريدهات التجارية. وما يجعل فيدورا مميزة هي استخدامها أحدث التقنيات والحزم في العالم المفتوح المصدر.

 

أوبن سوزي (OpenSuse)

بدأت التوزيعة كترجمة ألمانية لنظام Slackware Linux، ولكنه تطورت في النهاية إلى توزيعة مستقلة. كانت توزيعة أوبن سوزي أول توزيعة تستخدم سطح المكتب KDE "وهو مشروع برمجيات حرة يهدف إلى صنع بيئة سطح مكتب سهلة الاستخدام".

 

ماجيا (Mageia)

توزيعة حديثة إلى حدٍ ما، تتميز بسهولة تنصيبها واستخدامها.

 

توزيعات لينكس الأخرى

آرش لينكس "قوس" (Arch Linux)

لا يأتي لينكس آرش مع برنامج تثبيت رسومي، لذا لا بدّ من تثبيته عبر جهاز طرفي/محطة خارجية. وربما يشعر مستخدمي لينكس المستجدين بالقلق حيال ذلك.

 

سلاك وير لينكس (Slackware Linux)

تعد توزيعة سلاك وير، التي أسسها باتريك فولكردينج عام 1992، أقدم توزيعات لينكس المستخدمة اليوم.

لا يحتوي "سلاك وير" على مدير للحزم، بل تُصمم البرامج بواسطة مسؤول النظام أو المستخدمين العاديين للنظام. بعبارة أخرى: توزيعة سلاكوير هي شفرة المصدر. إذا كنت ترغب حقًا في معرفة الكثير عن نظام التشغيل لينكس، فاستخدم "سلاك وير".

 

جنتو لينكس (Gentoo Linux)

تعتمد توزيعة "جنتو" على نظام إدارة حزم خاص بها. قد يصعب تثبيت التوزيعة، وربما يستغرق الأمر ما يصل إلى يومين لإكمال عملية التثبيت بالكامل! وهو على شاكلة "سلاك وير"، فالتوزيعة هي  هي شفرة المصدر.
إذا كنت تحب فكرة جنتو، ولكنك تبحث عن شيء يناسب المبتدئين، فجرّب سابيون -Sabayon.

 

توزيعات تعتمد بيئات المستخدم الرسومية

عند اختيار توزيع لينكس، قد يكون الأمر محيرًا نظرًا لوجود مجموعة متنوعة من الخيارات لمديري سطح المكتب. بينما يمتلك مستخدمو ويندوز مدير سطح مكتب واحدًا فحسب، يمكن لمستخدمي لينكس اختيار بيئة سطح المكتب التي تناسبهم. بيئة سطح المكتب أو واجهة المستخدم الرسومية (GUI) هي ما يتم عرضه على الشاشة. وتشمل مدراء أجهزة سطح المكتب المشهورة: KDE و Gnome و Xfce و Cinnamon.

 

KDE

ظهر KDE عام 1996، وهو على الأرجح مدير سطح المكتب الأكثر تقدمًا في السوق.

يتضمن KDE العديد من التطبيقات التي يحتاجها كل مستخدم لبيئة سطح مكتب متكاملة. كما يحتوي على بعض الميزات غير المتوفرة في مديري سطح المكتب الآخرين. تتضمن التوزيعات الشائعة التي تستخدم KDE:

  • أوبن سوزي (OpenSuse)
  • سلاك وير (Slackware)
  • لينكس منت (Linux Mint)
  • كوبونتو (Kubuntu)
  • ماجيا (Mageia)

 

غنوم (Gnome)

غنوم هو مدير سطح مكتب صُمم من/إلى مجتمع المطورين. وهو مثال رائع على كيفية عمل مجتمع المصادر المفتوحة. يمكن بسهولة توسيع غنوم باستخدام المكونات الإضافية. لا يتطلب الكثير من الموارد ويمكن أن يكون اختيارًا رائعًا للأجهزة القديمة والبطيئة. تشمل التوزيعات الشائعة التي تستخدم غنوم:

  • ديبيان (Debian)
  • أوبن سوزي (OpenSuse)
  • فيدورا (Fedora)
  • سينت أو إس(CentOS)

 

إكسفس (Xfce)

إكسفس هو خيار ممتاز لأجهزة الكمبيوتر القديمة. وتعتبر الخفة والسرعة أكبر ميزات Xfce. متطلبات النظام هي معالج (CPU) بسرعة 300 ميجا هرتز و 192 ميغابايت من الذاكرة (RAM). تتضمن التوزيعات الشائعة التي تستخدم Xfce:

  • ديبيان (Debian)
  • إكس أوبونتو (Xubuntu)
  • فيدورا (Fedora)
  • أوبن سوزي (OpenSuse).

 

سينامُن (Cinnamon)

تعتبر سينامُن جزءًا من سطح مكتب غنوم مطورًا بواسطة مجتمع لينكس منت "Linux Mint". وهو محاولة لإظهار غنوم2 بلمسة عصرية. والحد الأدنى لمتطلبات النظام لـ سينامُن هي نفسها لمتطلبات غنوم.

 

أي التوزيعات تُناسبني؟

لقد غطينا الحزم والتوزيعات ومدراء سطح المكتب، لكن لا يزال لدينا شيء أخير لنتحدث عنه: كيفية اختيار توزيعة لينكس المناسبة! للأسف لا توجد إجابة بسيطة على هذا السؤال. ببساطة، لتجد التوزيعة المناسبة، سيتعين عليك استثمار بعض الوقت في التنزيل وتجربة التوزيعات المختلفة.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكّن من التعليق