كثيرًا ما تصادف المصطلحات HTML و HTML5 و XHTML في مجال تصميم المواقع. وغالبًا ما يجد المبتدئون في تصميم المواقع هذه المصطلحات مُربكة، ولا يعرفون أيٌّ منها يجب أن يتعلموا. وهذا أمر طبيعي، لأنّ جميع هذه اللغات توصيفية (markup languages)، وتخدم أساسًا نفس الغرض.

لتبديد الارتباك، دعونا نلقي نظرة على الاختلافات بينها بالتفصيل.

ما هي اللغات التوصيفية؟

اللغات التوصيفية هي أهم أدوات إنشاء صفحات المواقع. تحتوي كل صفحة على نصوص أو صور، أو أي نوع آخر من البيانات المهيكلة التي يعرضها المتصفح للمستخدم. توصيف الموقع هو الطريقة التي يتم بها عرض المعلومات النصية أو المرئية للمستخدم. عند تصميم صفحات المواقع، قد نحتاج إلى خطوط مختلفة لكلمات مختلفة، وألوان مختلفة لأنواع مختلفة من النصوص، وهلم جرا. ما نحتاج إليه أيضًا هو أن يكون التوصيف مُوحّدًا، أي أنّ الصفحة يجب أن تبدو بنفس الشكل بغض النظر عن المتصفح الذي تُعرض عليه. وهذا جعل من الضروري إيجاد لغة توصيفية مشتركة ومفهومة من قبل المتصفحات لاستخدامها في عرض وتقديم المعلومات إلى المستخدم.

تستخدم اللغات التوصيفية بشكل أساسي الوسومَ (tags) لتحديد التنسيق الذي ستُعرض به البيانات. تُستخدم الوسوم لتمثيل البيانات بطريقة منظمة ومهيكلة. من أمثلة الوسوم، وسوم الترويسة (header tags)، ووسوم الجسم (body tags) وغيرها. تُعد HTML أشهر لغات التوصيف، وقد صممها تيم بيرنرز لي (Tim Berners-Lee)، مخترع الإنترنت.

HTML، وهي اختصار لعبارة HyperText Markup Language، كانت أول لغة توصيف تُستخدم في صفحات الويب. وقد تطورت HTML مع مرور الوقت، ومع إطلاق الإصدارات اللاحقة منها، أصبحت معيارًا قياسيًا للغات التوصيفية. على الرغم من أنّ HTML تُعد معيارًا أكثر منها لغة واحدة محددة، إلا أنّ الإصدارات السابقة للإصدار HTML4 يشار إليها عمومًا باسم HTML وحسب. هذا بسبب الحاجة إلى التمييز بينها وبين التغييرات الرئيسية التي أدخلتها HTML5، وهو الإصدار الأحدث من HTML.

قبل إصدار HTML5، بدأ اتحاد الشبكة العالمية World Wide Web Consortium (المعروف أيضًا باسم W3C) في تطوير إصدار مُوسّع من HTML بناءً على تنسيق XML لحل بعض مشكلات التوافق في المتصفحات. XML هي معيار آخر للغات التوصيفية تشبه HTML، ولكنها أكثر صرامة منها في معالجة الأخطاء والتنسيق. تمت تسمية اللغة الناتجة XHTML، اختصارًا لعبارة eXtensible HyperText Markup Language. وهي لغة مشابههً جدًا للغة HTML4، بيْد أنّ قواعدها أكثر صرامة.

الفروقات بين HTML و XHTML و HTML5

الآن وقد ألقينا نظرة على تاريخ هذه اللغات، والغرض منها، سنستعرض بإذن الله بعض الاختلافات بينها بتفصيل أكبر.

HTML مقابل HTML5

طُوِّرت HTML5 من قبل مجموعة تُعرف باسم WHATWG، وقد صُمِّمت لتحسين إصدارات HTML السابقة، وحل بعض مشكلات التوافق مع المتصفحات. سنستخدم الكلمة "HTML" للإشارة إلى الإصدارات التي تسبق إصدار HTML5.

إليك الاختلافات الرئيسية بين HTML و HTML5:

• HTML5 أفضل في دعم مختلف أشكال الوسائط، مثل الصوت والفيديو، حيث توفّر وسومًا خاصة بها. لا تتوفر HTML على مثل هذه الوسوم، وتعتمد على إضافات من أطراف ثالثة.
• لا تسمح HTML بتشغيل JavaScript في المتصفح. حلت HTML5 هذه المشكلة عن طريق تقديم الواجهة البرمجية JS Web Worker API. الآن، ولأنّ JavaScript صارت مدعومة بشكل أصلي، يمكن تصميم صفحات أفضل باستخدام البرامج النصية الأمامية (front-end scripts) لتحسين تجربة المستخدم. 
• تتضمن HTML5 سمات إدخال (input attributes) جديدة، مثل البريد الإلكتروني، وعناوين URL، والتاريخ والوقت، والبحث وما إلى ذلك.
• HTML5 مستقلة عن الجهاز المُستخدم، وتوافقيتها مع المتصفحات أفضل من إصدارات HTML السابقة.
• تتوفر HTML5 على قواعد تحليل (parsing) أفضل (التحليل هو عملية معالجة النصوص)، وتسمح بمرونة أكبر في التحليل مقارنة بلغة HTML.
• HTML5 تسهّل العثور على الموقع الجغرافي دون الحاجة إلى أي إضافات من جهات خارجية.
• تدعم HTML5 أيضًا الرسومات المتجهية (vector graphics) بشكل أصلي، وبالتالي، ليست هناك حاجة لبرامج من جهات خارجية، مثل Adobe Flash.

باختصار، HTML5 هي مجرد إصدار مُحسّن من HTML مع ميزات ووظائف إضافية.

HTML مقابل XHTML

XHTML هي توسيع للغة HTML. لا توجد اختلافات كثيرة بين HTML4 و XHTML، فلغة XHTML هي في الأساس إصدار أكثر صرامة من HTML4. الاختلافات الرئيسية بين HTML و XHTML هي:

• تسمح HTML4 لبعض العناصر بحذف وسوم الإغلاق (end tag). تُضاف وسوم الإغلاق عند إغلاق جزء معين من النص، مثل الفقرة (p). عادة ما يتم ترميزها بخط مائل عكسي (على سبيل المثال، وسم الفتح الخاص بالفقرة هو <p>، ووسم الإغلاق هو <‎/p>). تفرض XHTML أن تتضمن جميع العناصر وسوم الإغلاق.
• تتيح HTML4 تداخل بعض العناصر. بخلاف XHTML.
• يجب وضع قيم السمات Attributes (مثل حجم الخط) في XHTML بين علامتي تنصيص ("")، حتى لو كانت رقمية. أما HTML فلا توجب ذلك.
• لا يمكن اختزال السمات في HTML.
• هناك اختلاف بسيط في طريقة التعامل مع العناصر الفارغة.

الاختلافات السابقة هي الأكبر، لكن هناك بعض الاختلافات الدقيقة الأخرى، ولكنها أقل أهمية. يمكنك مراجعة توثيق XHTML للحصول على مزيد من المعلومات. خلاصة الأمر هي أنّ XHTML صُممت لحل بعض مشكلات HTML، من خلال دمج بعض ميزات XML.

HTML5 مقابل XHTML

نظرًا لأنّ XHTML و HTML متماثلتان إلى حد كبير، فإنّ الاختلافات بين XHTML و HTML5 هي نفسها الاختلافات بين HTML4 و HTML5 على العموم.

فيما يلي بعض الاختلافات الدقيقة بين HTML5 و XHTML:

• XHTML حساسة لحالة الأحرف، و HTML5 ليست كذلك (HTML كذلك غير حساسة لحالة الأحرف).
• تتميز HTML5 بنوع مستند (doctype) أبسط بكثير من XHTML و HTML (يخبر نوع المستند المتصفح بكيفية تأويل البيانات).
• HTML5 متوافقة مع جميع المتصفحات، بينما XHTML ليست كذلك.
• HTML5 أكثر تساهلًا، إذ تتبع خطى HTML4، وليس XHTML.
• HTML5 هي الأنسب للأجهزة المحمولة، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف، في حين أنّ XHTML هي الأنسب لشاشات الحاسوب.

في الختام، اللغات الثلاث المذكورة في هذه المقالة كلها لغات توصيفية، مع انفراد بعضها بميزات غير موجودة في اللغتين الأخريين. صُمِّمت XHTML لتكون إصدارًا أفضل من HTML4، من خلال دمج بعض ميزات XML، لكن مع مرور الوقت، تبيّن أنّ HTML5 أفضل بكثير من الاثنتين، وقد صارت لغةَ التوصيف الأكثر استخدامًا اليوم، بسبب تمتعها بالكثير من الميزات الإضافية المفيدة. لكن تذكر أنّها تبقى جميعًا مجرد إصدارات مختلفة من معيار HTML للغات التوصيفية، ولكن مع أنماط وميزات وصياغات مختلفة.

إذا كنت مبتدئًا في تصميم الويب، فلا أنصحك باستخدام HTML4 و XHTML، والأحرى أن تبدأ بتعلم HTML5 أولاً، نظرًا لتوافقيتها العالية، وانتشارها الواسع.

ترجمة - وبتصرف - للمقال HTML vs HTML5 vs XHTML: Understanding the Difference لصاحبها Aman Goel.